عارض الشاعر طويص قصيدة شهيرة وظريفة للشاعر الكبير: أبو بكر الديماني الملقب "بَكنْ" التي يقول في مطلعها:
وعاذلة هبت علي بلا مهل <> تعيرني بالفقر والعجز والكسل
وتظهر إشفاقا علي بزعمها<> وتوسعني نصحا بضرب من العذل
وهذا نص قصيدة طويص:
وعاطلةٍ صَدّتْ عليّ بلا خجلْ <> تكسحُني بالفقرِ والعجزِ والكسلْ
تقول بأني لستُ أملكُ بعرةً <> ولا أشتري الكرتاتِ والحوتِ والبصلْ
تخاصمني دوما على كل مسلةٍ <> وتحلفُ أني لستُ أصلحُ للعملْ
فلم أكُ يوما كالصحافي قاعدا <> لكل مديرٍ بالبروهِ إذا دخلْ
ولم أكُ صفاقا ولست مُلحلحا <> ومن لمْ يُلحلحْ طاحَ قالت من المُقلْ
فقلتُ لها ما ذا أعدلُ إنني <> مللتُ فقالتْ لا تملَّ ولا تكلْ
وبكرْ بكورَ الطير ثمةَ لحلِحنْ <> وصفقْ لمن صادفتَ منهمْ ولا تملْ
وظَحِّك لمن لاقيتَ راصكَ دائما <> ولو أنه قد كان أغسلَ من غسلْ
وكوْررْ بتفرغْ زينَ في كل ليلةٍ <> وعدِّلْ لأولادِ البطارين في الحيَّلْ
وظحك لهمْ صيداتِهمْ وصيودِهمْ <> وجُفً لهمْ في الغير مالم يكنْ يقلْ
بذلك تغدو عن قريبٍ مشعشعا<> وتصبح نجما في الصحافة عن عجلْ
وتصبح من أهل المواقعِ دائما <> تلحلحُ للمسؤولِ في كلما فعلْ
وتكتب في كل الجرائدِ مدحَه <> وتخرطُ خرطا كل من كان فيه زلْ
فقلتُ لها لا تدحسيني فإنني <> أرى أن ذاك الدهر قد فاتَ في الأزلْ
فذلك دهر فات قد ماتَ أهلُه <> ودولتُه ولتْ كذاك الدُنى دُوّلْ
فقد طاحتَ اسعارُ التلحلح عندنا <> كذلك قد ولى التشعشعُ واضمحلْ
فقالت وللأحزابِ فاقصدْ فإنهم <> بكثرتهم في الناس قد يُضربُ المثلْ
فقلت لها ما شفتُ أكثر منهمُ <> ولكن داء الفقر أكثرَهُمْ شملْ
نعم فيهم من ليس يملك خمسةً <> كمثل ضمير الفصل ليس له محلْ
يشفُ الذي قد جاء يوما لحزبِه <> فيحسبه قد حانَ من عمره الأجلْ
فقد كنت لحلاحا لكل معارض <> ولم أدر هل طار التلحلح أم نزلْ
ولحلحتُ أيضا للنظام وأهلِه <> ولحلحتُ للنواب والكلُ ما وصلْ
فغرشْتُ أن الناس طاحتْ يُدِيهُمْ <> وأخْلعُ شيء عندهمْ من أتى يَسلْ
وإن كان فيهمْ من تَبطْرنَ إنه <> بما عنده رامَ السلامةَ فاعتزلْ
فقالتْ وأين المهرجاناتُ إنها <> أماكنُ للترقاعِ قلتُ اتركِ الجدلْ
فلم يَرَ شخصٌ عندهمْ خربصيصةً <> ولو أنه قد باتَ بينهمُ وظلْ
فقالتْ وهل جربتَ كشفَ عيوبهمْ<> وأسرارِهمْ في الناس قلتُ لها أجلْ
كشفتُ خفايا كل لصٍ مُخادِعٍ <> ولكن خَنْز الريح لا يدحس الجُعلْ